الثلاثاء، 14 أبريل 2009

لونك الصوفي



يا من تسهرون على الاعمال ، وتقدمون ما لديكم من غالي ونفيس في سبيل الله ، تعملون الفكر و القلب و الجسد ، اسال الله لكم القبول والتوفيق .
على طريق الجنان ، مع العمل الدؤب حاملين بين اعناقنا امانة الرسالة ، بنية الاصلاح ، واملا في ارجاع المجد ، غايتنا ارضاء المولى جل جلاله ، ومع مرور الزمان تزداد على قلوبنا مثاقيل ، مثاقيل لا ندري كيف كان لها السبيل الى قلوبنا ، ونحن نعمل على طريق الخير و في الخير و على خير ، فنزور المقابر ونعتكف معاكفنا ، لكنها لا تنجلي ، انما هي لحظات على يعود الامر الى ما كان عليه ، ومنا من تلزمه تلك المثاقيل الفراش ، فلا يجد عند الطبيب سبيلا للخلاص منها ، فما العمل .
نحن كما تعلمون مخلوقون من روح وجسد ، روح اصلها نفخة الاهية من رب العزة ، وجسد مجموع من انواع الاراضي على الكرة الارضية ، ونحن نرعى الجسد بالماء و الاكل كي لا يفني ، وكذلك لنحي الروح أمرنا بالصلاة والذكر ، بالتالي نحتاج تغذية سليمة والى عملية توازن في التغذية ، حتى لا يطغى جانب على جانب .
طعام الجسد معلوم ، ولنا في ذلك مراجع و اطباء يصفون لك المفيد من الضار حسب ما يتناسب مع جسدك ونوع دمك ، لكن طعام الروح غير معلوم ، وقليل من هم تكلوموا في غذاء الروح ، اولهم حسب علمي الامام الغزالي رحمه الله و الامام ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى ، لهم كتب فيها من الفوائد الكثير و الكثير ، وكم هي اللحظات الجميلة التي تجلس فيها مع احد تلاميذ الشيخين ، تتجلى لك المعاني في شكل وصفات تداوي القلوب التائهة .
إن اول رافعة لرفع المثاقيل عن القلوب هو الذكر ، والذكر ينقسم اقسام واشكال ، منها ذو اجر بسيط ومنها باجور مضاعفة ، منها للوقاية ومنها للعون ومنها للحفظ . وليس هدفي من هذا المقال اعادة المكرر فانت اعلم بها مني واكثر، ولك في كتيب حصن المسلم مرجع ، ولنا في قوله تعالى " وربك فكبر " و " سورة المزمل " مرجع اصيل نحو الذكر .
لكني اليوم احببت ان افيدك بفائدة استفدتها من احد تلاميذ الشيخين ، وقد خص لي اذكار لها نفع اكبر خاصة الى اهل العزائم ، فاوصاني ناصحا :
- إن اولها لهو الاستغفار ،
- وثانيها الصلاة والسلام على محمد صلى الله عليه وسلم ، ( انظر كتاب ابن القيم - جلاء الأفهام )
ابدا بعدد محدد وداوم عليه ، واصبغه بالاخلاص تنل نور الكلمات شغاف القلب ، فتنجلي المثاقيل بعون الله تعالى.
اعاننا الله واياكم على ذكره ما تعاقب الليل والنهار ، حتى نعرفه حق المعرفة ، فنكن تحت ظله يوم لا ظل الا ظله .

مع محبتي
الكلداري
‏الخميس‏، 20‏ ذو الحجة‏، 1429 الموافق ‏18‏/ ديسمبر ‏/2008

دعاؤكم لشيخنا الدكتور احمد الحمادي ، بالصحة و البركة و حسن الخاتمة .

الأربعاء، 8 أبريل 2009

رحم الله اخطانا



تمضي بنا السنون...
فننتقل من عالم اللا ادراك...
الى عالم الادراك...
وعندها تبدأ الحواس...
فتقترب من هذا وتبتعد عن هذا...
فمن كان حبله على الغارب دون ايمان...
كان الشيطان دليله...
فهو واقع في الخطا...
ومن كان يحيى في سكون...
لم يرث خريطة ليعمل على نهجها...
ولم يتجرع مذاق التعب...
ولم يضيء من الصبر...
ولم يدري كيف تتركب الاشياء...
هذا إن تحول...
من السكون الى الحركة...
فهو واقع في الخطا...
وذاك المراهق...
الشاب اليافع...
الذي يحمل بين جنباته طاقات...
تتفجر تلو الاخرى...
بأي واقع كان...
والعالم يحدق...
منهم ساكتا مقصودا...
ومنهم صاخبا لاذعا...
ولم نجد منهم قائدا معلما...
فهو واقع في الخطا...
وما من عالم او قائد...
الا وقد زلل...
وكما قيل لكل جواد كبوة...
نحمده على كل حال...
وفي كل زمان...
ان اخطانا فابصرنا...
من يستر علينا ...
و يدلنا على الخير...
ويصبر علينا...
وبصرنا اهل الشماته...
كيف يقلبون في القدر...
فيخلطون بالاصل الزبد...
ويزيدون من البهارات...
فيخرجون مأدبة...
لا اصل لها ...
وتشعل النار في الهشيم...
فالحمد لله الذي اجرى لنا الزمان فعملنا فأخطأنا ...
و الحمد لله الذي ابصرنا الخطأ...
ومدنا بعقول ادركت الخطأ...
وجعل لنا اصحاب و بطانة دلونا عرفونا مالخطأ...
وجعل لنا عينان نبصر به اخطاء الاخرين...
فرحم الله اخطأنا...

مع تحياتي
الكلداري
‏الثلاثاء‏، 01‏ صفر‏، 1430 الموافق ‏27‏/ يناير ‏/2009