الأربعاء، 16 يونيو 2010

محرم غاضبا



كما هي عادتي ، ان استعرض تدوينات اخواني واخواتي المدونين ، حيث الاحظ أي جديد من خلال برنامج الاوتلوك ، وفي آخر قائمتي مدونة مستر مطوع ، حيث يتحفنا اخونا المدون دائما بالجديد في عالم الانشاد ، ومن بين ما ساقه لنا ذلك اليوم نشيدة الاهي الله كيا كرو.

انزلت الانشودة على الفلاش ، ونزلت سائرا باتجاه السيارة ، صادفني فراش المكتب ، محرم ناداف ، يبتغي توصيله الذهاب الى السوق ، فأقلته في سيارتي ، ووضعت الفلاش استمع الى أنزلت ، فمرت علينا انشودة اللهي الله ،

قال محرم : ها ... هندي .

قلت : نعم ، انجليزي و هندي .

قال : آه ، سمسم هندي فلم ،( قال بلهجة شبه غاضبة ) كلش انجليزي .

قلت : قلت في نفسي ، كلش انجليزي ... كلش انجليزي .

هذا الاخ يحترم اللغة الهندية ، مع انه نيبالي الجنسية ، لكن يستشعر احتلال اللغة الانجنبية للافلام الهندية ، التي يهواها ويهوى لغتها ، فعجبت من ردة فعله ، واستحضرت استعمار اللغة الانجليزية على سائر معاملاتنا ، كيف انها همشت مواد اللغة العربية والاسلامية في المدارس ، وجعلت من شروط الالتحاق بالجامعة الحصول على 500 نقطة فأعلى في امتحان التوفل ، ومطلب اساس عند طلب الوظيفة ، وكيف اصبحت لغة من يريد ان يعتلي مكانة برجوازية ان يتكلم بها .

اتمنى ان لا يفهم من كلامي انقلابا على اللغة الانجليزية ، بقدر الاهتمام باللغة العربية ، من منا كان ايام دراسته يستسيغ مادة اللغة العربية ، كم منا ونحن العرب و العروبة سقطنا في القواعد او لا نفقه منها شيء ، ناهيك عن الحيرة التي تعتريك اذا قدم اليك قطعة نثرية وطلب منك تشكيلها او اعراب كلمة معينة ، الا ما رحم ربي .

الحاقا بما سبق ، اجريت دراسة دكتوراه عن ضعف اداء الطلبة في تعلم اللغة الانجليزية ، ونتج الى ان السبب الاوا الوؤثر هو ضعف الطلبة في لغتهم الام ، اللغة العربية .

اذا ماهي الخطوات العملية ، دور ولي الامر من خلال حض المدرسة على الاهتمام باللغة العربية ، الاهتمام بالكادر الذي عليه عبء تعليم اللغة العربية ، تعليم المعلمية الاساليب التشويقية و التسويقية للغة العربية ، ممارسة اللغة العربية يوما واحدا اسبوعيا في البيت كواجب على جميع الافراد ، فإن لم يكن شيئا من ذلك ، اوفر لابنائي معلم للغة العربية .

هذه خواطري استلهمت قلبي وقلبي مليء بالخواطر، فما كان من اصابعي ترجمة سيل من فيض على الالبتوب .


مع محبتي

الكلداري

‏الثلاثاء‏، 04‏ رجب‏، 1431 الموافق ‏15‏/ يونيو ‏/2010

السبت، 5 يونيو 2010

ما رأيك في تداخل الفنون ؟

إن النظرة الأحادية والإستئثارية لأي فن لينئى بالجمال عنه ، وذلك ما نشهده عند مخالطة الشعراء الرحل بين المفاوز و القفار ، خلاف القابع بين أضلع قبيلته .

وهنالك عدة انواع للتداخلات الفنية ، أولها الأفقي و ثانيها العمودي ، فنعني بالأفقي هو الإختلاف النوعي للفنون ، مثل الشعر و القصة و الرواية وغيرها ، أما العمودي فينقسم إلى قسمين زماني ومكاني ، فالإطلاع على الأشعار مثلا للسلف عن الخلف يظهر البعد الزماني له ، أما اختلاف المكان كانتقال الشاعر من مدينة إلى أخرى .

إن لهذا التمازج كما أسلفنا له سابقاً فوائد جمة إلا أن له كذلك مثالب ، ففوائده تتمثل في معالجة سلبيات أو نقص كل فن بالآخر ، مثال ذلك ما أعجز الشاعر نقله استطاع بالرواية بيانه ، اختلاف الفنون مدعاة إلى عدم السآمة والملل ، وكذلك تلبية رغبات مناصرين كل فن ، مثال إشباع رغبة أهل الشعر وكذلك أهل القصة في آن واحد ، يعطي أهل الفن الإطلاع على المعينات البيئية من صور و أصوات وأحداث تثري قريحة الفنان .

أما المثالب فنجملها في ، يعتبر كثير من المناصرين لكل فن أن التداخل الفني هو نوع من النقص في الشاعر مثلا ، ومما يخشى عليه هو طغيان فن على فن ، و كذلك ينتج عن ندرة المتخصصين في الفن الواحد مما يؤدي الى هذالة الفن .

هذا من جانب الفنون ، بينما لو نظرنا إلى الصلة بين المبدع والمتلقي وعلاقتهما بالتداخل بين الفنون ، فيكون المتلقي ذو ثقافة واسعة تمكنه من فهم هذا التداخل سيؤدي ذلك إلى تقديره لهذا التداخل ، بينما يكون العكس إذا كان صاحب ذوق أحادي في المقابل ليصله التمازج بين الفنون بتمازج راقي يحتاج إلى ثقافة من المبدع قادرة على هذا السبك ، فإذا كان للمتلقي و المبدع درجة راقية من الفهم عندها سيستمتع القارئ بتذوق الفن ، وسيشعر المبدع بالرضا والحماسة ولكن إذا انعكس الأمر ، فالمبدع سيبني فنه بلا أساس ويكون مهزوزاً ، وإذا كان المتلقي بلا ثقافة متنوعة تستوعب أي نوع من الفنون يصبح الفن مملا .

مع محبتي

الكلداري

الدوحة - قطر

4-6-2010