الأربعاء، 20 أبريل 2011

القرية المبروكة



يحكى انه كانت توجد قرية في مكان نائي خلف التلال و الهضاب ، تسمى القرية المبروكة ، وهي مبروكة لان الله تكفل برعايتها ، ويعيش في القرية الوان عدة ،



فهنالك الاحمر و الاخضر و الاصفر وكذلك الاسود ، الا ان من يملكها من الالوان هم الزمورديون ، فإذا رجعنا الى التاريخ ومن غابر الزمان ، فسنكتشف ان مبروكة كانت صغيرة ، واليوم غدت كبيرة جدا ، لذا توافد عليها شتى الالوان إما طلبا او عرضا ، وللالوان قصص كثيرة دارت فيما بينها او مع اطراف خارجية الصديقة منها و العدوة.



وفي يوم من الايام وانا في تجوالي بين اوراقها اليانعة و ثمارها الطازجة وحقولها الشاسعة ، لمحت بريقا بين الشجر، فغدوت نحوه استطلع الخبر ، فوجدت تويتة على فطر كبير كالزجاج يصقل العين اذا انحدر عليها ضوء الشمس، وبين يديها شيشة ، تتدخنها دون كلل او ملل ، فنادتني ان أقبل ، عندي قصة لا تمل فيها العبر وازكى الخبر ، فراحت تحكي قصة من قصص المدينة المبروكة ،



مبروكة مدينة عتيقة سكانها الاصليون هم الزمرديون ، هنا عاشوا وكبروا ، ومع مرور الزمان توزع الزمرديون في ارجاء المعمورة ، وبقت حفنة قليلة في المكان ، ولان من بقى مشغول بالقريب او البعيدة عن القرية ، فاوكلوا مهمة ادارة القرية الى بني الاحمر ، فكان حمرون رئيسا للقرية ، وتحته وزارات عدة ، على كل وزارة لون من الالوان .



وقصتنا اليوم مع بني الاخضر الذي استلم خضور فيها وزارة الحقول ،التي يعمل فيها مجموعة من الالوان المختلفة من الوان الشعب ،



خضور دقيق في عمله ، ويسعى الى الارتقاء بانتاجية وزارته على كافة الاصعدة وقد لا يهتم بالانتاجية اكثر مما يهتم بالظهور الاعلامي ، ليثبت لمدير القرية نجاحاته ، لذا كان من نهج خضور ان تمر عليه كل كبيرة وصغيرة ، خوفا على كرسيه المبجل من الاهتزاز .



وفي يوم من الايام بدأ خضور بتحريك لون من الالوان الخضراء من مكان الى مكان وراح يبرزه هنا وهناك ،



حتى وضعه بالحيلة و الاجبار ليكون مساعدا لرئيس احدى الحقول ، انه مسيوف من بني الاخضر ، اسم على مسمى، وعلمناه كذلك ، عندما بدأ يشدد على الالوان ويعصرهم ، ثم يعلنها مرارا وتكرار حتى وصلت الى مسامع مسؤوله "اني انا المدير ، انا المدير المرتقب ، انا من كلامه مستمع " وقراراته يتخطى فيها مدير الحقول ويأخذها مباشرة من الوزير ، لانه الحمل الوديع للوزير ، يقول ما يشاء ويفعل ما يريد ، الى ان اتى اليوم الموعود انقلبوا على مدير الحقول ، فأصبح مدير الحقل ، فزادت عطيته وهذا مناه ، وهكذا مسيوف دأبه تحطيم كل ادارة فوقه بدأت تحاسبه فتهز كرسيه المبجل ، فيهرول الى الوزير لتدبير حيله لخلع كل مدير عليه . واستمرت الحياة على هذا النهج ، يأكلون ويدبورن وتحت عدسات التصوير مبتسمون .



وفي احدى ايام القرية المبروكة قدم ضيف من بني الاحمر على حمرون رئيس القرية الذي هو من لونه ، اتدرون ما اسم ضيفنا ، اسفه سياف ، اسم على مسمى ، وعلى الفور عينه رئيس القرية سلطانا على كل الوزارات بلا حقيبة او مهام . فبدأ يحتسي الاوقات في الوزارت متعرفا على الوجوه والاعمال ، ثم ما لبث حتى اخذ الوزراء والعاملين بالسيف المنقوع في الماء المالح ، فطال الامر الوزير خضور من بني الاخضر ، بشتى انواع الشدة ، فما كان من خضور الاستجابة لطبات سياف خوفا على كرسية المبجل ، ويدعو خضور ويتمزق ويرتفع ضغطه من افعال سياف ، والناس تقول في قلوبهم ذق ما اذقته لغيرك ، وان ذهب سياف سيأتي من هو أسيف منه ولن ينجلي ما في الا بعد طرده لمسيوف ، الا لا نامت أعين الظالمين .





===



هذه قصة من نسج ذكريات الخيال ، فيها رسالة انسانية وادارية لألي الالباب .





مع محبتي



الكلداري



‏الأربعاء‏، 17‏ جمادى الأولى‏، 1432 الموافق ‏20‏/ ابريل ‏/2011 .

ليست هناك تعليقات: